jump to navigation

علم إجتماع: عادات الزواج في الريف الفلسطيني ديسمبر 15, 2009

Posted by mohammad365 in Uncategorized, مساهمات طلابية.
trackback

– مدخل:

الشعب الفلسطيني واحد من شعوب الأمة العربية، التي يجمع بينها على مستوى العادات الشعبية قدر كبير مشترك، وتتمايز فيما بينها وما ينفرد به كل منها، وهي خصوصية ناجمة عن الظروف الموضوعية الفاعلة في حياة الشعب، عبر الزمان، وخلال تفاعله مع بيئتيه الطبيعية والاجتماعية. والشعب الفلسطيني في واقعه الراهن، شعب محافظ يتكون من أكثرية من المسلمين وأقلية من المسيحيين، وهو موزع ديمغرافيا في مناطق جغرافية عديدة؛ فهنالك حوالي مليون نسمة منه في إسرائيل، وحوالي مليون آخر في قطاع غزة، وحوالي مليونيين في الضفة الغربية بما في ذلك القدس العربية، ومثل هذه الملايين أو ما يزيد عنها في بلدان الوطن العربي وبقية بلدان العالم. في الوقت ذاته، يتألف الشعب الفلسطيني من شرائح اجتماعية ثلاث هي:شريحة أهالي الريف، وأهالي البادية، وأهالي المدن. وعناصر هذا الموقع، وما يتصل بها من عناصر أخرى ذات علاقة هي التي تصنع الخصوصية الشعبية المشار إليها.

وهذه الوضعية تتطلب تحديدا للمنهج المناسب المعالجة لموضوع هذه الورقة وهو”عادات الزواج في الريف الفلسطيني”.  ولهذا السبب سأحاول إتباع منهج وصفي، تتصل به لمحات تحليلية، ويقوم على المرتكزات التالية:

1- حصر الموضوع في مسلمي الريف الفلسطيني في الضفة الغربية، أي في عادات الزواج كما تجري ممارستها في قرى الضفة الغربية، مع الإسراع إلى التأكيد بأن ثمة تشابها على درجة عالية، بين هذه العادات في قرى الضفة، وقرى القطاع، وقرى الجليل. ومن الواضح أن حصر الموضوع على النحو يستثني عادات الزواج في البادية والمدينة، وفي التجمعات الفلسطينية الأخرى القائمة خارج الضفة الغربية.

2- تقديم نظري موجز بتعريف العادة وأهم سماتها.

3- وصف تفصيلي لعادات الزواج بمراحله المختلفة، وما يجري في كل مرحلة من إجراءات وأنشطة فنية.

4- ملاحظة ما طرأ على هذه العادات من تغيرات خلال النصف الثاني من هذا القرن.

5- الاستشهاد خلال العرض بأمثلة من المأثورات القولية ذات العلاقة.

6- نظرة مستقبلية.

2-تعريف بالعادة وأهم سماتها:

على الرغم من أهمية التعريفات، فإنها تصعب الأمور بدلاً من أن تسهلها؛ بسب ما تنطوي عليه من تعدد ناجم عن اختلاف في وجهات نظر القائلين بها. ولما كان هذا البحث مكرساً للنظر في العادات الشعبية، الخاصة بالزواج في الريف الفلسطيني في الضفة الغربية، فإنه لن يخوض في التعريفات المختلفة للعادات بعامة، بل سيكتفي بتقديم تلخيص موجز لما أورده الدكتور محمد الجوهري بهذا الخصوص في كتابه “علم الفولكلور، ج1، ط4، ص106-111”. أنه يرى بحق أن العادات الشعبية ظاهرة أساسية من ظواهر الحياة الاجتماعية. وأنها حقيقة أصيلة من حقائق الوجود الاجتماعي في الماضي والحاضر، وفي كل المجتمعات بغض النظر عن مستواها الحضاري، وأنها ظاهرة تاريخية ومعاصرة في الوقت نفسه، وذات صلة مباشرة بواقعنا، وهي بذلك قطعة من ذاتنا ومن واقع حياتنا الاجتماعية. ولما كانت حياتنا الاجتماعية متجددة باستمرار،  فإن العادة لا بد أن تتجدد كذلك بما يجعلها مواكبة لعصر مجتمعها، كما أنها دائما بنت شعب معين، ومنطقة معينة، وتراث وتاريخ معين، مرتبط بزمان ومكان معينين. ومن ابرز سماتها:  أنها فعل اجتماعي، وأنها متوارثة كاملاً بظروف مجتمعها.

ولا حاجة هنا للقول، أن هذه المواصفات تنطبق على عادات الزواج في الريف الفلسطيني؛ فمجتمعنا الريفي له عاداته في الزواج، وهي عادات أصيلة ملزمة، لا يستطيع أحد أن يتخطاها إذا ما أراد أن يبقى على انسجام مع هذا المجتمع، وهي تاريخية بمعنى أن أجيل شعبنا توارثتها عبر عصور التاريخ، ومارسها بما يلائم روح كل عصر، فعلى سبيل المثال حرمَت المرأةَ من التعليم وألزمتها الحجاب عندما تطلب العصر ذلك في ظل الحكم التركي، وهي معاصرة بمعنى أنها تطورت بتطور الحياة فصارت تتيح للمرأة فرصة التعليم، والتحرر، وإشغال الوظائف العامة إلى جانب الرجل، كما عليه الحال الآن، وهي معيارية بمعنى أنها تحكم التعامل بين الناس من خلال التزامهم بقواعدها غير المكتوبة، التي منها مثلاً طالب الزواج لا يجوز أن يتقدم بنفسه لطلب يد الفتاة، وإذا فعل ذلك فإنه لن يبوء بالفشل فقط،وإنما سيجعل نفسه موضعاً للسخرية والتندر، وهي مرتبطة بالكامل بظروف المجتمع الفلسطيني؛  فعندما كثر تساقط الشهداء من الجنسين في ظل الانتفاضة التي تفجرت يوم 9/12/1987م توقفت المظاهر الاحتفالية لعادات الزواج، واكتفي منها بما هو ضروري كالطلبة المبدئية ثم الطلبة الرسمية وقراءة الفاتحة لكن بحضور عدد قليل من الأسرتين وأصدقائهما المقربين، وبعد ذلك بفترة قصيرة كتب الكتاب أي عقد الزواج، وانتقال العروس إلى بيت الزوجية بمرافقة عدد من أفراد الأسرتين، ودون أية احتفالات. وعندما توقفت الانتفاضة بعيد قيام السلطة الفلسطينية في أيلول – سبتمبر، عام 1993 ،بدأت عادات الزواج تعود إلى مثل ما كانت علية قبل الانتفاضة، كما سنبينه في الفقرات التالية.

3- العادات المتبعة في الزواج لدى مسلمي الريف الفلسطيني في الضفة الغربية:

تتطلب عادات الزواج الشعبية السائدة في مجتمع الريف الفلسطيني في الضفة الغربية، الالتزام بمراعاة الخطوات التالية: ابتداءً بالخطبة وانتهاءً بالدخلة. وسيقتصر الحديث عن القرويين المسلمين لأنهم الأكثرية، ولأن القرى المسيحية قليلة ومختلطة في معظم الحالات، وبالتالي فعاداتها شبيهة للغاية بعادات القرى المسلمة:

أ‌- الطلب التمهيدي.

ب‌- الطلب العائلي، ويقتصر على الأسرتين المعنيتين.

ج- الطلب الرسمي، وتقوم به الجاهة من أسرة العريس وحمولته.

د- كتب الكتاب أي توقيع عقد الزواج.

ه- الكسوة والحناء.

و- الزفاف.

ز- الدخلة ومتمماتها.

أولاً:الخطبة:

قديما أي حتى منتصف القرن الحالي:

خلال العهد العثماني، وامتداد له خلال فترة الانتداب البريطاني على فلسطين (1918-1948م) كان القرار في اختيار زوجة الابن بيد الأب، يناظر ذلك قرار والد العروس بالموافقة على تزويجها من فلان الذي لا تعرفه، ودون اخذ رأيها فيه، أي أن قضية الزواج كانت شأنا أبويا، ليس للعريس ولا العروس أية صلاحية تذكر في اتخاذ القرارات المتعلقة به. ولما كان المجتمع الريفي الفلسطيني مجتمعا عشائريا يرتكز أساسه على العائلة فالحمولة، فقد كان أمرا طبيعيا أن يفضل والد العريس تزويج ابنه من إحدى بنات أعمامه؛ من اجل الحفاظ على وحدة العائلة والحمولة، وتعزيز قوتها. وقد عبروا عن هذا المبدأ في أقوالهم وأمثالهم، فقد قالوا في ابن العم وابنة العم:

” أبن العَمّ بِطَيِّحْ عَنْ ظَهْر الفَرَسْ “

” أوصيْك بِنْت العَمّ خُذْها وَلَو إنها عُوْرَة “

” إبن الخال مخَلِّى وإبن العَمّ موَلَّى “

*****

مكتوب على ورق التين والزيتون     اللي يفوت بنت عمه أيروح محزون

عــــليك بالطـــريق ولـــــو دارت     وأبنت الـــعم ولــــــــــو بــــــــارت

بــنت العــــــم تصــــبر عالجفـــا     أمــــا الغـريبــــــة بـــــدها تــــــدليل

يـــــا ابـــن العـــم لا توخذ غريبة     ردايدنــــا ولا قمــــــح الصــــــليبي

مـرق حذا دارنا وفيده قدح رايب     ما بوخذ إلا ابن عمي وروح يا خايب

(مجلة التراث والمجتمع، العدد 7، ص83) و (ودراسة في المجتمع والتراث الشعبي الفلسطيني ص21).

وبالمثل فإن كون الزراعة عماد الحياة الريفية، كان لا بد للأب – صاحب القرار في اختيار زوجة ابنه- أن يراعي فيها القدرة على القيام بالأعمال الزراعية.

وقد عبروا عن هذا الاعتبار في أغانيهم فقالوا:

لا يعجبك زينها وبياض خرقتها     بكرة بتيجي الحصيدة وبتشوف فعلتها

وقالوا:

والله لاكتب جريدة ع إبريق الزيت     يا شاطرة في الخلا يا معدلة في البيت

(دراسة في المجتمع والتراث الشعبي الفلسطيني،  ص21).

هذه الصورة كانت تنطبق على أكثرية أبناء الريف، لكن كان هنالك بعض العائلات الأرستقراطية التي تحظر زواج بناتها من غير أبنائها، وفي الوقت ذاته كانت تفرض الحجاب على نسائها، وتقصر أعمالهن على داخل بيوتهن، لأنهن في نظر العائلة مخدّرات “مخدّرات = حرائر ربات خدور، أسمى من أن يقمن بأعمال الفلاحة”

1-      حديثا أي خلال النصف الثاني من القرن الحالي:

تحت تأثير اتساع الحركة التعليمية، وارتفاع نسبة الإناث اللواتي يتلقين تعليما مدرسيا وجامعيا، تغيرت العادات التي بينتها الفقرة السابقة بشكل أو آخر، فصار للابن الأثر الأكبر في اختيار شريكة حياته، لكن بالتشاور مع أبيه وأمه، وصار للبنت حظ أكبر في قبول أو رفض من يتقدم لخطبتها، وصارت الأوضاع الاجتماعية تسمح بالتعارف بين الجنسين. وثمة أمر آخر غاية في الأهمية، هو أن أكثر الآباء والأمهات، نالوا قسطا من التعليم، فصاروا أكر ادراكا لمسؤوليات الزواج وحقوق الأبناء والبنات، معنى أنهم ما عادوا ينفردون باتخاذ القرار نيابة عن الابن أو البنت، بل صاروا بمثابة مستشارين لهم، وإن كان دور البنت في اتخاذ القرار لا يزال أقل استقلالية من دور الابن. لكن إجراءات الخطبة ظلت – على أية حال- تتخذ المسارات التي سنعرضها في الفقرات التالية:

أ.الطلب التمهيدي:

مازال الدور الأول بالنسبة لهذه الخطوة منوطاً بالمرأة، إذ تكلف أم الشاب الناوي على الزواج، أو إحدى قريباته، وبقدر من السرية بزيارة أسرة الفتاة المرشحة للخطبة، لاستكشاف الموقف، من أجل التعرف على أحوال الفتاة وأهلها: هل هي مناسبة، هل هنالك استعداد للزواج، أم هنالك معوقات، أو خطط أخرى كمتابعة التحصيل العلمي مثلا، وهل هنالك إمكانية لقبول فلان خطيبا للبنت أم لا، وهكذا، وتستمر هذه العملية أسبوعاً أو نحوه لإتاحة الفرصة للبنت ولأسرتها للتشاور فيما بينهم، ثم يبلغون الوسيطة بردهم. فإذا كان الرد سلبيا طويت المسألة وكأنها لم تكن، وذلك صونا لسمعة العائلتين، أما إذا كان الرد إيجابيا، فإن والد الشاب وأحد وجهاء حمولته، يقومان، وبقدر من السرية أيضا بزيارة مسائية لوالد الفتاة، ويفاتحانه في خطبة ابنته فلانة لابنه فلان. وجرت العادة أن والد الفتاة، لا يعطي ردا نهائيا في هذه المناسبة، وإنما يكون مجاملا: “إلنا الشرف في نسبكم، لكن علينا مشورة، إن شاء الله بنرد الخبر بعد يومين أو ثلاث، وقلة الجواب جواب”.بعد ذلك يستشير والد الفتاة إخوته وأقاربه ليستطلع رأيهم حول ما إذا كان أحد أبناءهم ينوي التقدم لخطبة ابنته، وحول ما إذا كان لهم أي اعتراض على النسب المحتمل. فإذا لم يكن هنالك أي عائق، يعود الأب إلى أسرته ويطلب من زوجته أن تستطلع رأي البنت، ثم يتحدث هو مع ابنته بمشاركة أعضاء الأسرة. وإذا كانت النتيجة إيجابية، يبعث الأب من يخبر أهل العريس المرشح بأنهم موضع ترحيب، ذلك إشارة لهم ليتقدموا بالطلب على مستوى الأسرتين، وهو ما أسميناه “الطلب العائلي” الذي سنعرضه في الفقرة التالية.

ب. الطلب العائلي:

عند وصول الخبر الإيجابي لوالد الشاب، يخبر أسرته ويطلب من زوجته أن تتفق مع عدد محدود من نساء الحمولة، ويتفق هو مع عدد محدود من وجهاء حمولته، ويحضرون علب المشروبات الخفيفة، ومقدارا من البقلاوة، ثم يبعث إلى والد الفتاة يخبره بأنه هو وجماعته سيتشرفون بزيارته في الليلة الفلانية. وبناء على ذلك يطلب والد الفتاة من زوجته أن تدعوا بعض قريباتها، ويدعو هو بعض أقاربه، وبخاصة أعمام الفتاة وأخوالها، ليكون الجميع في استقبال جماعة الشاب. ويتم اللقاء على هذا المستوى في المساء المعين، فتلتقي الجماعتان: الرجال مع الرجال والنساء مع النساء، ويتبادل الجميع المجاملات المعهودة، ثم يقول والد الشاب، أو من اتفق معه من جماعته على القيام بالطلب: “سمعونا الصلاة على النبي يا جماعة” فيرد الحاضرين قائلين: “أللهم صلي على سيدنا محمد”، ويصغون إلى المتكلم الذي يقول في العادة: “الله يمسيكم بالخير يا جماعتنا، إحنا يا بو فلان -والد الفتاة- طالبين القرب منك وبشرفنا نسبكم، ونطلب ايد كريمتكم فلانة لأبنا فلان”، فيرد عليه والد الفتاة قائلا:”أهلا وسهلا بكم، البيت بيتكم وابنكم ابنا وبنتنا بنتكم، والطلب مقبول، والنسب إن شاء الله قرابة على طول”. وعند هذا الحد يقرأ الجميع الفاتحة، وتزغرد النساء، ويتبادل الجميع التبريكات، وتوزع الحلوى والمشروبات، وتستمر السهرة في جو من الفرح، ويتداول الطرفان حول المهر، ويتفقان على المهر المعجل والمؤجل، والمصاغ، وموعد التلبيسة، وموعد الخطبة الرسمية.

(المرجع السابق، ص26 – 27)

ج. الخطبة الرسمية:

قديماً:أي حتى منتصف القرن الحالي:

في اليوم السابق على يوم الخطبة المتفق عليه، كان والد العريس يخبر أقرباءَه وحمولته بموعد الخطبة، ثم يعمم الخبر شفوياً بدعوة الحمائل الأخرى للمشاركة، ويؤكد ذلك في مساء اليوم ذاته بأن يقوم احد أقرباء العريس المعروف بقوة صوته، فيقف على سطح بيته وينادي بأعلى صوته قائلاً:”يا سامعين الصوت صلوا على محمد، بكره خطبة فلان على  فلانه، التجمع بكره الضحى في الديوان الفلاني أو باب بيت والد العريس”.(المرجع السابق،ص27)

ويتجمع الناس صباح اليوم التالي في المكان المعين، ثم يتوجهون إلى ديوان حمولة والد العروس أو بيته، وتسير ورائهم النساء مغنيات ومزغردات، وقد أرسلوا قبلهم عدداً مناسبا ًمن الخراف والماعز، والأرز والخبز ولوازم الطبخ، والسكر والشاي والقهوة والسجاير. وعند وصولهم يتوجه الرجال إلى ديوان ذوي العروس، بينما تتوجه النساء إلى بيت والد العروس، ويتلقى والد العروس وجماعته الرجال من جماعة والد العريس، بينما تتلقى أم العروس وقريباتها وصديقاتها النساء من جماعة العريس_وبعد المجاملات المعهودة، واستقرار الرجال في الديوان، يقدم لهم أهل العروس القهوة، فيقول وجيه حمولة العريس مخاطبا والد العروس وأقاربه:”يا بو فلان، إحنا طالبين أيد بنتك فلانة إلى ابنا فلان، وما بنشرب القهوة إلا إذا لبيتوا طلبنا”. فيرد عليه والد البنت قائلاً:”أهلا وسهلاً بكم، طلبكم مقبول، والبنت أجتكم لا جزا ولا وفا، تفضلوا اشربوا قهوتكم”. ويشرب الجميع القهوة، ويقرؤون الفاتحة، ثم يقول وجيه جماعة العريس مخاطباً والد العروس:”يا بو فلان، كريمتك ما بتتقدر عندنا  بالمال، ولو قدمن ثقلها ذهب، لكن إحنا رايدين مهرها كذا ألف أجنيه”ــ ويكون الرقم مبالغاً فيه تعظيماً للعروس وذويها ــ. عند ذلك، يبدأ والد العروس، بتخفيض المبلغ قائلاً:”نتنازل عن كذا اجنيه إكراماً لفلان، وكذا اجنيه إكراماً للحمولة الفلانيه……الخ”إلى أن يستقر على المبلغ الذي كان متفق عليه سراً بين العائلتين، فيقوم والد العريس بعد المبلغ وتقديمه لوالد العروس، ويقول للعريس:” يلله بوس ايد عمك”أي والد العروس، فيقوم العريس بتقبيل يد عمه ومصافحة أو معانقة الحاضرين وتقبل مباركاتهم. بعد ذلك يجري البعض كتب الكتاب في هذه المناسبة إذا كان الخطيبين بالغين والمهر مدفوعاً بالكامل، بينما يؤجل البعض الآخر إلى موعد لاحق، إما لان الولد والبنت غير بالغين، أو بسب ظروف خاصة بإحدى العائلتين أوكليهما، ثم يعقد الشباب حلقات الدبكة، وكذلك تنشغل النساء بالرقص والغناء إلى أن يحين موعد الغداء، فتقدم المناسف للجميع، وينفض الجمع بما فيهم أسرة العريس، دون أن يسمح للعريس برؤية العروس في هذه المرحلة.( المرجع السابق،ص27-28)

وتجدر الإشارة هنا إلى نوعين آخرين من الخطبة كانت العادة جارية بممارستهما في القديم، لكنهما تلاشتا الآن وهما :”عطية الصنية ” و”عطية الحفرة”. فعطية الصنية كانت تحدث عندما يبشر أحد الرجال في المضافة بأن زوجته وضعت بنتاً  فيبارك له الحضور بها، ويمازحه احدهم بقوله:”مبروكة العروس يا بو افلان” ،فيرد هو قائلاً:”أجتك وأنا معطيك إياها”، ويقول الأول:”وأنا أقبلتها لأبني افلان”، فتصير الخطبة ملزمة، ويتم الزواج فيما بعد عندما يبلغ الخطيبين السن القانونية. أما عطية الحفرة فإنها كانت تحدث عندما تموت زوجة أحدهم، ويهمون بإنزال جثمانها في القبر، فينزل زوجها في حفرة القبر، ويعلن أنه يفضل أن يدفن مع زوجته على أن يعيش دون زوجته. عند ذلك يرد عليه والد الزوجة المتوفاة إن كان عنده بنت غير متزوجة، أو أحد الحاضرين ممن عنده بنت في سن الزواج، ويقول:”لا باس عليك، أخرج من الحفرة أنا معطيك بنتي فلانه”، فيخرج من الحفرة، ويعلن قبول العطية.

حديثاً:أي حتى الوقت الحاضر(1998)

يقوم والد العريس بتوجيه الدعوة قبل يوم الخطبة ببضعة أيام، وذلك بتوزيع بطاقات الدعوة للفرح – على غرار ما يحدث في المدينة – ويضيفون إلى ذلك دعوة أهالي قريتهم من خلال مكبر الصوت الموجود في مسجد القرية. وفي ضحى يوم الخطبة، يتوجه الجميع إلى بيت والد العريس، في موكب يتقدمه الرجال وتتبعهم النساء يغنين ويزغردن، وهن يحملن صواني الحلويات، والسكر، والقهوة، والشاي والسجائر، والشنطة (الحقيبة)  التي تحوى ذبلتي الخطوبة، والمصاغ الذهبي وساعة اليد، وأدوات الزينة، والعطور والملابس، والحذاء وفي العادة أن أم العريس تبدأ الغناء فتهاهي بالزغرودة التالية :

هي الحمد لله صبر قلبي ولا قصر     وانحل حبل الجفا من بعد ما أتعسر

وحياة من لو أنجوم الليــــل تتفسر        إنه أقليبي عَ  هاظا اليـــــوم يتحسر

وتزغرد وينضم إليها النسوة الحاضرات بالزغردة.

وتتقدم إحداهن بزغرودة أخرى وهكذا. في أثناء المسير تتغنى النساء بأغاني  مناسبة كقولهن:

إحنا ذبحنا على الطريق أذبيحة     لما أوصلنا دار أبوك يا أمليحة

إحنا ذبحنا على الطريق كبشين     لما أوصـلنا صيت أبوك الزين

إحنا مشينا من الصبح للعصـر      وإحنا مشينا عالحسن والأصل

وعندما يشرفن على دار والد العروس يغنين قائلات:

يا بو فلان يلله فزعاً حيلك           إحنا ضيوفك مش أضيف غيرك

أطلع أُحيي ضيوفــــــــــك

ويقلن على لسان والد العروس:

والله لأطلع وأحــــــــــــيي          وأذبح ذبايح تعـــــــــــــــــــــــيي

أو يغنين كهذه الأغنية:

شلا يا سروج الخيل شـــلا      وإحنا ضيوف عاصحاب المحلا

وإحنا ضيوفك يا أبو هاظا       أفرش  ساحتك واضوي المحلا

وترحب بهن نسوة جماعة العروس بأغان كالتالية:

طير هدا عا حطبنـــــا      يا هلا به يا هلابـــــــه

بو هاظا بدو نسبنــــــا      أهلاً وسهلاً ومرحبا به

طير هدا على البندوره      يا هلا به ويا هلابــــــه

ويا هاظا بده الغنـدوره      أهلاً وسهلاً ومرحبا به

(الأغاني الشعبية العربية في فلسطين والأردن، ص222-223)

سيري بنا يا نجـــــــد       يا لابســــــــة أسواره

وإحنا إكبار البـــــــلد       يا صيتنا أمــــــــــارة

سيري بنا يا نجــــــد       يا لابسة اخضــــاري

وإحنا إكبار البــــــلد       يا صيتنـــــــــا عالـي

*********

من هو عزمكن يا بنات يا أملاحي       عزمنا افلان هالصبي الفـلاح

من هو عزمكن يا بنات يا زينـــــي       عزمنا فلان هالمكحول العين

(مجلة التراث والمجتمع، ص8،ص5)

وعند الوصول إلى المحل يستقبلهم والد العروس وعائلته وأقربائه بالترحيب، وينحاز الرجال إلى غرفة، بينما تنحاز النساء إلى الغرفة الأخرى، وتستقبلهن فيها والدة العروس والعروس والقريبات بالزغاريد والترحيب.

وبعد تبادل المجاملات، يخاطب والد العريس، أو وجيه الحمولة، والد العروس قائلاً:” يا بو فلان، إحنا بشرفتنا نطلب ايد بنتكم افلانه لأبنا افلان “، فيرد والدها قائلا:” أهلا وسهلاً بكم، إحنا معطيين، بشرفنا نسبكم”، فيقول الأول :”إحنا اقبلنا العطية على المهر المتفق عليه”. وعند هذه اللحظة يقرأ الحاضرون الفاتحة، ويتقدم والد العريس ويعطي والد العروس مغلفا ًيحوي المهر. ويلاحظ هنا بنسبة إلى المهر أنه شاع في الربع الأخير من هذا القرن بين عدد لا بأس به من العائلات بخاصة المتعلمة، أن يكون المهر المعجل رمزياً وهو عبارة عن( ليرة ذهب ) واحدة، بينما يكون المؤجل مبلغاً كبيراً قد يزيد عن عشرة آلاف دينار أردني (ي خمسة عشرة ألف دولار أمريكي). ومغزاه أن يكون رادعاً لاحتمال الطلاق في حالة وقوع خلاف بين الزوجين، أو رصيداً لزوجة يؤمن فلها عيشة كريمة إذا ما حصل الطلاق. وبعد ذلك يقوم العريس بمصافحة عمه ( أي أبو العروس)، ومصافحة الحاضرين، وتقبل مباركاتهم. ثم توزع الحلويات، والمشروبات الخفيفة، والسجاير والقهوة. وفي هذه الأثناء قد تتم كتابة الكتاب كما في السابق، أو تأجل إلى موعد لاحق كما تتفق عليه الأسرتان.

وبعد الانتهاء  هذه المراسم، ينتقل العريس مع والد العروس وأخيها، إلى الغرفة التي تجلس فيها العروس على “لوج ” – وهي عبارة عن طاولة متينة عليها كرسيان – وعند دخوله تستقبله النسوة بالزغاريد، وتقف العروس لاستقباله، فيتصافحان ، ويلبسها ذبلة الخطوبة في بنصر يدها اليمنى، وتلبسه هي ذبلته أيضا ويتابع هو التلبيس فيلبسها المصاغ من الساعة وأساور وحلي ذهبي، ويجلسان بينما تواصل النساء الغناء والرقص على دقة” الدربكة “أي الطبلة، وألحان أغاني كالتالية:

جلست على الكرسي يا انجيمة الغرا    مكتوب على اجبينها ما تطلع برا

*******

والله لا غني بين الجماعـــــــــــــــة     أتفضل يا هاظا لبسها الساعــــة

والله لاَغني في وسط الحـــــــــــارة     أتفضل يا هاظا لبسها اســــوارة

قعدت على الكرسي يا نجمة العيـوق       مكتوب على اجبينها متطلعش على السوق

قعدت على الكرسي يا نجمة الميزان     مكتوب على اجبينها مايشوفه إنســــــــــان

وتزغرد أم العريس:

هي يا ناس صلو على النبي     هي وعا فاطمه بنته

هي والحمد لله يا ربـــــــــي     اللي طلبته نلتــــــه

(مجلة المجتمع والتراث، العدد8، ص55وما بعدها)

ويستمر هذا الاحتفال بصمدة ساعة من الزمن، ثم ينفض الحفل ويعود الناس إلى منازلهم.

ويأتي إتمام الخطبة على النحو المذكور تأسيسا ًلعلاقة النسب بين الأسرتين المعنيتين، وهي علاقة هامة يقول المثل الشعبي فيها:”كون ،ولا أتكون أبن عم “.لذلك تحرص الأسرتان على توثيق تلك العلاقة، فتتبادلان الزيارات، وإقامة مآدب العشاء التي تليها السهرات مرة في منزل العريس ومرة في منزل العروس، كما أن العريس يحرص على زيارة خطيبته، وتقديم الهدايا المناسبة لها ولأسرتها، وبخاصة في مناسبات الأعياد، وقد يصحبها  – إذا كانت قد كتبت كتابها – إلى المدينة لشراء بعض الحاجيات، وللتنزه وتناول الغداء في أحد المطاعم، ثم يعود بها إلى بيت أبيها في عصر اليوم نفسه، وقد تطول فترة الخطوبة أو تقصر، تبعاً لظروف الخطيبين وعائلتهما.

د- كتب الكتاب

كتب الكتاب يجعل الخاطبين زوج وزوجة شرعياً حتى ولو لم تتم الدخلة، لذلك فهم في العادة يعجلون به؛ فالكثيرون ينجزونه ضمن مراسم الخطبة، بينما يؤجله البعض لظروف خاصة. ووراء التعجيل به، الاعتبار الديني الذي لا يسمح للمسلم أن يخلو بالمرأة غير المحرم عليه باستثناء زوجته، وكتب الكتاب يزيل تلك العقبة؛ لأن البنت في هذه الحالة تصبح شرعياً زوجة رجلها كما تقدم. والعادات المتبعة في كتب الكتاب، تقضي أن يذهب مأذون الزواج إلى غرفة العروس بصحبة والدها؛ ليسمع منها موافقتها وتوكيلها لوالدها، ثم يعودان لإتمام كتب الكتاب فينتحي المأذون بالعريس ووالده وشاهدين في إحدى الغرف، حيث يتم كتب العقد وفقاً للشريعة الإسلامية، ويشترط في الحضور أن يراعوا الصمت، وأن لا يشبكوا أصابعهم، ولا يعقدوا خيطاً أو يستعملوا مسبحة؛ للاعتقاد أن أياً من تلك يعطل قدرة الزوج جنسياً.

هـ – الكسوة والحناء:

في القدم كانت عملية شراء الكسوة أي الملابس اللازمة للعريس والعروس، وما يتبعها من هدوم للأقارب، تتم قبل موعد الزواج بفترة تسمح لتفصيل الملابس وخياطتها، وربما استغرق ذلك أسبوعين أو أكثر. أما حديثاً فإن شراء الكسوة صار يتم خلال الأسبوع السابق على موعد الزواج نظراً لتوفر الملابس الجاهزة في أسواق المدن، بما فيها بدلة العرس البيضاء للعروس والبدلة الكحيلة للعريس، وفي القديم، كان العريس ووالداه وبعض أقاربه المقربين ، ومعهم والداه العروس وبعض أقاربهما المقربين، ينزلون إلى المدينة القريبة من قريتهم، حيث يتم شراء أقمشة فساتين العروس، والمنديل، الكندرة (الحذاء):والحناء، والأشياء الأخرى اللازمة وأقمشة هدوم والدي العروس وأعمامها وأخوالها، وملابس العريس التي كانت قديماً عبارة عن قماش من القطن لصنع القميص والسروال، وقماش لصنع القمباز (الدماية)، وحذاء، وحطة وعقال، أما حديثاً فإن الشباب يرتدون الزي الإفرنجي بينما ظل الكبار وبعض الشباب أوفياء للزي التقليدي، ويشترون كذلك ملابس والدي العريس وقريباته وأقربائه. وفي صبيحة يوم الكسوة، يتجمع المذكورون أمام بيت العريس في انتظار وسيلة النقل التي كانت قديماً عربات تجرها الخيول ثم صارت سيارات، فينتقلون بها إلى المدينة وسط زغاريد النساء وأغانيهن في الذهاب والإياب، وهي في معظمها مدح لرجالهن وإشارة للتاجر والكسوة كقولهن:

قطع الكســــــــــا     ثوب أبــــو ريشـه

في ظل أبو هاظـــا      طابت العيشــــه

عياني واعيتـــــــه      هالتاجر   خليل

مية ليرة أعطيته      حق القفاطــــــين

تاجر يا مالي إلفنا     اقطع إلها الكابات

واقطع بدلة الفخر     حمرا مخمليـــــــا

(الأغاني العربية الشعبية في فلسطين والأردن، ص35)

وبعد العودة إلى القرية، كانت قريبات العريس يحملنها في صوان القش الملونة على رؤوسهن، ويرقصن بها وغنين حتى يوصلنها إلى بيت العريس حيث تستقبلهن إحدى أخواته أو قريباته، فتوزع عليهن حلويات الحامض حلو، وبيض الحمام والملبس، كما تنثر شيئاً من ذلك على الحاضرين من الأطفال.

وعند هذا الحد من الاستعداد، كان ذوو العريس يدعون أهالي قريتهم، وأصدقائهم من أهالي القرى المجاورة للمشاركة في احتفالات العرس، فيتوافد هؤلاء ويبعثون قبل قدومهم بما يلزم من الذبائح التي تكفي لضيافتهم، أو أكياس السكر والأرز. وكانت هذه الاحتفالات حتى منتصف القرن تشعل أمسيات أسبوع كامل، فتبدأ مساء السبت وتنتهي مساء الخميس التالي الذي يصادف ليلة حناء العروس، لتتوج بالزفة والدخلة مساء يوم الجمعة. أما بعد ذلك التاريخ حتى الوقت الحاضر، فقد صار يكتفي بسهرة واحدة هي ليلة الخميس، أي ليلة الحناء، تمهيداً لزفة والدخلة كما ذكر. وبالنسبة لذوي العريس، فقد كانوا يستعدون لهذه المناسبة، بتجهيز الذبائح والمواد الغذائية اللازمة من طحين، وأرز، وسكر، وشاي، وقهوة وسجاير، ويكدسون الكثير من الحطب الذي يوقد في ساحة الاحتفال وذلك للإشارة. لكن تغيرت الأحوال الآن؛ فمعظم القرى تضاء بالكهرباء أو بمصابيح الغاز والكاز. وفي بداية السهرة يتجمع الرجال في الساحة المخصصة لذلك، بينما تتجمع النساء على سطوح المنازل المطلة على الساحة. ويبدأ الاحتفال فتهاهي النساء وتبدأ بالزغاريد  ويطف الرجال من أهل القرية وضيوفهم على شكل دائرة واسعة حول النار وينقسمون إلى صفين ويبدؤون بترديد أغاني السامر أو السجة، فيتداولون الغناء والتصفيق بحيث يغني أحد الفريقين شطراً من البيت بينما يصفق له الفريق الثاني، ثم يعيد الفريق الثاني غناء الشطر ذاته بينما يصفق له الفريق الأول، وهكذا. من أمثلة ذلك:

أول كلامي بصلي عالنبي الهادي     محمد اللي عليه النور بزداد

وفي الإشارة لترحيب بالضيوف يغنون:

يا مرحبابك ومن دلك ومن جابك     يا مرحبا بالطريق اللي عرفتـنا بك

وفي الإشارة إلى رد الضيوف:

لولا المحبة على القدام ما جيــــــنا     ولا دعسنا أراضيكم برجليـــــــــنا

واللي بحبك بيجي عالقدام مــــاشي     وللي ما يحبك يقول مادريـــــناش

يا حباب يوم أسمعنا أفراحكم جينا      من خوف كثر العتب واللوم علينا

ويتطرقون في هذا الغناء إلى شتى الموضوعات؛ فيفتخرون، ويتحدون، أو يتغزلون فيقولون في المحبوب:

من مـــصر يا زين مكتوبك وصل معنا     ولمن قرينـــــــــاه كن هالت مدامعنا

مجرور في أملايتو جر القمر في الغين     مجرور في املايته لشقر كحيل العين

ويقول في المقارنة بين المرأة “البيضا”  و “السمرا” .

جيــــــنك من الشرق جرارت الردان     والسمر جينك جلب للبيض خدام

يا سمر لا تزعلن والبيض خير منكن     هن قلايد حرير وأنتن بطايــنهن

ويقولون :

يـــا مصر يا مابعدك كل الحبايب فيك     نركب على هجانا ويا سرع وأحنا فيك

وادي العريش رق سيرك بس تانقطع     وبــــــــــلاد غزة جفتنا وانحل المربع

(نفس المرجع، ص184-187)

وتمارس في السهرة الواحة أنواع كثيرة من الأغاني الشعبية بما في ذلك الحوار الزجلي بين أثنين أو أكثر من ” الحداية ” أي الشعراء الشعبين. لكن في الربع الأخير من هذا القرن، قوي الاعتماد إلى حد كبير على الفرق المحترفة يتفق معها أهل العرس على أحياء الاحتفال مقابل مبلغ معين. والفرق المشار أليها تستعمل الدربكة “أي الطبلة العادية” والطبل والعود والأرج، وتغني، وأكثر ما تغني، الأغاني الرائجة في حينه مما يذاع في الإذاعات المسموعة والمرئية. أما الأغاني الموروثة فنصيبها عندهم قليل، وإن لجؤوا إليها فإنما يقتصرون على العتابا والميجنا، أو على تلك التي تصلح ألحانها للدبكة الشعبية كأغنية الدلعونه وزريف الطول والجفرا.

وتقع السهرة الأخيرة ليل الخميس، أي ليلة الحناء كما ذكر، والاستعداد لهذه المناسبة يجري في كل من المنزلين: منزل العروس ومنزل العريس. ففي منزل العروس يجتمع عدد من صواحبها، وتدخل إحداهن معها الحمام لمساعدتها، بينما تستمر الأخريات في الغناء. وبعد الحمام يستقبلنها في الغناء قائلات:

افلانه طلعت من الحمام مبسوطة     كأنها في ليالي القدر مخلوقة

افلانه طلعت من الحمام عرقانه     كأنها في ليلة القدر خلقانــــه

المصدر

جامعة النجاح الوطنية

التعليقات»

No comments yet — be the first.

أضف تعليق